المختصر / كما
أننا ننتقد قناة العربية ونقول أنها تدور مع المصلحة الأمريكية " تماماً
", فإننا ننتقد على الجهة الأخرى الجزيرة ونرى أنها تدور " غالباً " مع
المصلحة القطرية .الفرق
هو أن المصلحة الأمريكية واضحة ومكشوفة لأن السياسة الأمريكية هي سياسة
مؤسسات وبالتالي فهي سياسة قائمة على الاستراتيجيا ووضع الأهداف القصيرة
والطويلة المدى ثم هي تعتمد على الشفافية والوضوح والالتزام , بينما
المصلحة القطرية هي مصلحة لم تتشكل وتنضج بعد فهي في حراك دائم وفوضى
كبيرة فلا تكاد تنتهي من خصومة حتى تدخل في أخرى حتى لتبدو السياسة
القطرية كما لو أنها سياسة مناكفاتية بالدرجة الأولى تقوم على الدعاية لا
على الاستراتيجيا فليس في السياسة القطرية أهداف أو خطط ولعل كونها دولة
صغيرة غير ذات ثقل استراتيجي هو السبب في هذا النوع من السياسة المراهقاتية.
الجزيرة تشبه إلى حد ما السياسة القطرية , ومثلها العربية تشبه السياسة الأمريكية .
لكن
تظل الجزيرة حتى اليوم ملتزمة نوعاً ما بالثوابت العربية رغم أن الكثير من
مواقف السياسة القطرية تخالف هذه الثوابت العربية لكن الجزيرة تُفلح في
عدم خلق تناقض بين المصلحة القطرية والثوابت العربية . ليس هذا فقط بل
تحاول القناة , رغم الصعوبة , في أن تظل معاييرها المهنيِّة عالية حتى في
القضايا التي تمس المصلحة القطرية , وهي تنجح في هذا حيناً وتفشل حيناً.
لكن المتابع عن قرب يستطيع أن يكتشف أن أكبر مجالات فشلها هو تغطيتها
المنحازة في لبنان.
ففي لبنان لم
يعد هناك أدنى شك في ضرورة أن تخلق القناة صفاً إعلامياً جديداً يخلف غسان
بن جدو وعباس ناصر اللذان بات من الواضح بشكل سافر انحيازهما الشيعي
الطائفي والذي أثار الاستغراب أكثر من مرة . وكلنا نتذكر العام الفائت حين
حصلت تظاهرة 14 آذار التي حضرها ما يُقارب المليون ونصف غالبهم من
السنَّة , والتي قال فيها عباس ناصر بجرأة تخالف الحد الأدنى من معايير
المهنية والحياد : " ليس لـ14 آذار أن تفتخر بهذا الجمع الذي لا يعدو أن
يكون مجموعة قليلة من الآلاف " ! وكأنَّك تستمع إلى تصريح من أحد قيادات
حزب الله ! وهو ما فنَّدته القنوات والوكالات المستقلة.
وكلنا نتذكر تصريحه في حرب تموز 2006 م وهو التصريح الذي استنكرته الكثير
من الفعاليات اللبنانية السياسية والإعلامية وأبانوا عن بطلانه وتلفيقه , بل
وطالب البعض الجزيرة بالاعتذار عنه حين ذكر أن القوات الإسرائيلية لم
تستطع أن تدخل أي قرية شيعية لكنها استطاعت أن تكتسح وأن تدخل إلى عمق
القرى السنيِّة والمسيحية في إشارة إلى تواطؤ السنة والمسيحيين !!
ولعل الأخ عباس في حاجة إلى إنعاش ذاكرته قليلاً بالتذكير بأنه لم يوجد
سني واحد رمى القوات الإسرائيلية التي اجتاحت لبنان في 1982م بالورد
والأرز , في الوقت الذي شاهد الجميع بعض قيادات أمل " الشيعية " وهي ترمي
الورد والأرز على الدبابات الإسرائيلية مرحبةً باجتياحها لبنان , وداعية
إيِّاها لتخليص لبنان من "الوهابيين " في إشارة إلى القوى الفلسطينية
الوطنية.
عباس ناصر ليس أكثر من حزبي إعلامي أو إعلامي حزبي , ومثله في
هذا مثل مدير مكتب الجزيرة غسَّان بن جدو الذي يبدو أنَّه فقد عقله تماماً
في السنتين الأخيرتين . ولا أدل على ذلك من الحفل الذي أقامه مكتب الجزيرة
لسمير القنطار وتلك الكعكة التي قطعها سمير بالسيف الذي أهداه إياه غسَّان
بن جدو . نفرح بإطلاق سمير القنطار وبكل أسير لبناني لكن هل بهذه الطريقة
الفجَّة تروِّج الجزيرة لقيم المهنيِّة والحياد ؟! ثم لعلنا نتذكر أن هذه
الحفلة أثارت الغضب الإسرائيلي فهددت إسرائيل بعدم التجديد لطواقم الجزيرة
ما دفع القناة لتقديم إعتذار رسمي خطي للإسرائيليين عما جرى !ألاعيب
غسَّان بن جدو لم تعد تنطلي على أحد , ومحاولاته المستميتة بالظهور بمظهر
المحايد لم تعد تمر على كل ذي لب . يستضيف بن جدو مناوئي حزب الله فيلهب
ظهورهم بالتقريع والتشكيك والحكر والمحاصرة والاتهامات التقريرية فيقاطعهم
ويدس رأيه الشخصي في ثنايا الحوار ويزيد ويعيد في الاتهامات حتى لو كان
الضيف قد نفاها وكشف ما يعتورها من زيف , ثم حين يستضيف أحد أعضاء حزب
الله أو حلفائهم يحاوره وكأنَّه يجالس والده أو والدته ! يتحول ذلك النمر
الشرس ليكون ودوداً يترك المجال للضيف كي يبيِّن ويكشف ويُعبِّر عن وجهة
نظره دون تدخل أو مقاطعة أو تقريع أو تشكيك أو حكر أو محاصرة ! ولا ننسى
أن غسَّان بن جدو كان مراسل الجزيرة في طهران لسنوات , لم يتطرق فيها ولو
لمرة واحدة لمعاناة الأقلية السنية العربية في الأحواز, ولم ينشر أو يعرض
ولو لمرة واحدة ما يثير حساسية الحكومة الإيرانية .لك
أن تقارن ببساطة شديدة بين مهنية وحيادية وعلو كعب الثنائي المحترف محمد
كريشان وجميل عازر , وهذا الثنائي " الطائفي " الذي يجعلك تشعر وأنت تشاهد
تغطيات الجزيرة التي يقومان بها وكأنَّك تشاهد قناة المنار أو قناة العالم
الإيرانية !لا
شك أن لقطر مصلحة في دعم حزب الله , لكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب
أهل السنة , وقبل ذلك ليس على حساب المهنيَِّة والحياد في حده الأدنى وهو
ما ظلِّت الجزيرة محافظة عليه رغم الصعوبة.نحب
الجزيرة ونتمنى أن تتألق أكثر وأكثر , لكننا نحب أهلنا في لبنان أكثر ,
خصوصاً وهم قد واجهوا ويواجهون حملات دعائية وإعلامية شيعية " صفوية " .
وكلنا رأينا ما جرى في حقهم في 7 آيار 2008 حين احتل حزب الله عاصمتهم
وحاصر مقرات قياداتهم وأشعل النار في مؤسساتهم الخيرية ومكاتبهم الإعلامية
, وهي الأحداث التي لم تتعامل معها الجزيرة بمهنية وحيادية وموضوعية بل
تجاهلها مدير مكتب الجزيرة غسَّان بن جدو وكأنَّها لم تكن , وهو ما سمح
لقناة " العربية " بالتقدم على الجزيرة جماهيرياً وسحب الكثير من متابعيها
في تلك الفترة...على
الجزيرة أن لا تقلل من قيمة أهل السنة فهم عصبها الأساس ولعل أحداث غزة
أثبتت لها ذلك, فيجب أن لا تسمح لمدير مكتبها في لبنان كائناً من كان
بارتكاب الحماقات الطائفية من نوع التغطيات المنحازة .
ياسر أبو هلالة مراسل قناة الجزيرة يفضح حسن نصر الله !
:نشر الساعة 10:52 م بتاريخ 06/ 8/2007
الكاتب: لا للشيعة
ياسر أبو هلالة مراسل قناة الجزيرة يفضح حسن نصر الله !
إنها "الالتباسات" يا سماحة السيد
11/12/2006
ياسر أبو هلالة
انقسام سياسي لا طائفي. هذا ملخص خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر
الله لأنصار المعارضة المعتصمين سعيا لإسقاط الحكومة. وهي بنظر نصرالله
ليست "سنية ولا المعارضة شيعية". وجاء خطيب الجمعة فتحي يكن ليؤكد على
المعنى ذاته، فالمواجهة ليست مع الحكومة وإنما مع "المشروع الأميركي".
ولمن لا يعرف فإن لـ"يكن" مقاما في حركة الإخوان المسلمين كبرى الحركات
السنية في العالم العربي تجعل له ثقلا ووزنا لا يزاحمه فيه السنيورة وتيار
المستقبل. مع أن التيار في الواقع هو المعبر عن أكثرية سنة لبنان لا
"يكن".
في مرافعته عن سياسَية الانقسام قال نصرالله إن السادات وقع كامب ديفيد
فهل يحمل السنة وزر كامب ديفيد، لكنه عندما اقترب من العراق أجمل وعمم
واكتفى بالانسحاب قائلا أنه لا يريد الدخول في هذه "الالتباسات". مع أن ما
يعطي الانقسام سياسيته ويبعد عنه الطائفية هو الحديث عن العراق ولبنان
بنفس المعايير بلا ازدواج. فالمقاومة واقعيا في البلدين مشوبة
بـ"الالتباسات" وناتجة عن انقسام لا عن إجماع. والانقسام على المقاومة في
لبنان لا ينفيه البيان الوزاري للحكومة الذي أملته موازين قوى غير موجودة
في العراق.
الانقسام في لبنان أوضح؛ لأن المعركة مع الإسرائيلي نظيفة (في حقبة حزب
الله أما قبلها فلا) ولا توجد فيها حروب أهلية، ومع ذلك وبحسب المواقف
السياسية المعلنة واستطلاعات الرأي فنصف اللبنانيين لا يريدون مقاومة
إسرائيل. لأنهم لا يستطيعون تحمل كلفة الحرب معها لا محبة فيها، وبعضهم
تعاون ويتعاون مع الإسرائيلي ضد المقاومة علانية كما في جيش لبنان
الجنوبي، وسرا كما تكشف من شبكات تجسس، وكما أعلن نصرالله في خطابه. اليوم
يوشك سلاح المقاومة أن يكون صاعقا لحرب أهلية لا يحول وعي اللبنانيين دون
وقوعها بقدر ما تعطلها القوة الطاغية لحزب الله وهشاشة الجيش وحياده في آن
وافتقار الطوائف الأخرى للتسليح.
"الالتباسات" لم تمنع حزب الله من الانتصار على إسرائيل، وهو نصر بقدر ما
أفرح أمة العرب والإسلام أقلق شريحة واسعة من اللبنانيين. فالفئة القليلة
من المقاتلين التي هزمت الإسرائيلي المسنود بدعم أميركي غير محدود تسليحا
وسياسية وبانقسام عربي ولبناني، قادرة على هزيمة الفئة الحاكمة ولو كثرت.
والنصر وإن كانت أداته العسكرية مقاتلين "شيعة" إلا أنه حظي بدعم "الأمة"
من المحاكم الإسلامية في الصومال إلى شوارع لندن، وهو ما هيَأ الأجواء لحل
سياسي مشرف قاده فؤاد السنيورة باقتدار وكفاية. فكان إعلان وقف النار هو
الانتصار لا قرار بدء المعارك.
عراقيا الحال تتشابه كثيرا. فهزيمة المشروع الأميركي في العراق على يد
المقاتلين "السنة" هو ما مكن إيران وسورية من مواصلة دعمهما لحزب الله،
وهو ما كف يد أميركا عن التدخل في المنطقة بعامة ولبنان بخاصة. وبعد أن
كانت قوة متوحشة تبحث عن فريسة غدت تفكر بانسحاب يحفظ ماء الوجهة. ذلك
الانتصار كانت شروطه أصعب بكثير من شروط انتصار حزب الله. ففي الوقت الذي
حمت حكومة الحريري (السنية) المقاومة (الشيعية) باتفاق نيسان، وبنت ما
دمرته الحرب وعوضت من تضرر، وهو ما كررته حكومة السنيورة لاحقا، كانت
الحكومة الشيعية في بغداد لا تتوانى عن الشراكة مع المحتل في مواجهة
المقاتلين السنة في الفلوجة والرمادي والقائم وغيرها، غدت سمعة الحرس
والوطني والشرطة، بسبب فرق الموت المعروفة، أسوأ من سمعة جيش الاحتلال
وفضائح سجون وزارة الداخلية تفوقت على سجني أبو غريب وغوانتنامو.
المقاومة في العراق لا تحظى بوزراء وبسلاح إيراني ومال بلا حدود، لا يوجد
مكان في العالم يسمح بوجود متحدث باسم فصيل عراقي مقاوم، ولولا فضاء
الإنترنت لما سمع لها صوتا. ومع ذلك وبحسب بوب وودود في كتابه "حالة
نكران" فإن معدل العمليات يصل إلى عملية كل ربع ساعة. وهي مقاومة أسقطت
رامسفيلد وتينت وبولتين (الذي ظل يهاجمه نصرالله كثيرا) وأخرجت الكونجرس
من يد الجمهوريين. تلك المقاومة شابتها "التباسات". غير أنه ليس صعبا
التمييز بين الحرب الأهلية والقتل الطائفي من جهة، وبين المقاومة من جهة
أخرى.
في كل الخطاب لم يذكر نصرالله من هزم المشروع الأميركي في العراق، ولم
يذكر من مكن له ولا يزال يمكن له. لسبب بسيط وهو أن الحكومة العراقية
شيعية وأن المقاتلين سنة. وقد عرف وليد جنبلاط كيف يلوي ذراع الحزب سياسيا
عندما تساءل كيف يخون السنيورة على لقاء الأميركيين ولا يلام الحكيم على
لقائهم، مع فارق كبير لصالح السنيورة، انه لم يتورط في دماء لبنانية
مقاومة أم غير مقاومة، نصرالله لم يقدم إجابات بل أضاف التباسات على ما هو
ملتبس!