لا تكاد الإتهامات لحماس حول علاقتها بإيران تخفت، حتى تتجدد، وخاصة في
ظل تصاعد الصراع والمناكفات الداخلية عربياً وفلسطينياً، وتتهم حماس،
بأنها أدخلت ايران للبيت العربي من الباب الفلسطيني،وفي لبنان تدعم ايران
حلفائها في الجنوب وتحاول تقديم المساعدة لهم من اجل تعزيز قاعدتها الشعبية
تبدو العلاقات بين إيران و حماس قديمة نسبيًّا،فهي تعود إلى اثنين وتسعين
من القرن الماضي ، اذ وقع كلا الجانبان مسودة اتفاق لإنشاء حلف سياسي
وعسكري، وحسب الاتفاق فقد أخذت إيران على عاتقها تزويد حماس بالمساعدات
المالية والعسكرية، واستمر تطور العلاقات بين الجانبين ، وهو ما أكد عليه
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، حيث صرح أن “حماس سوف تقف في صف
إيران إذا شنت اسرائيل هجومًا على مفاعلاتها النووية، انطلاقًا من أن
إيران هي الحليف القوي لحماس في المنطقة ،
لكن الجديد في السياسة الإيرنية تجاه حماس هو أن إيران تعتبر أن حماس جزء
من منظومة جديدة سوف تخدم القضايا الإيرانية. فالزيارات المتكررة لمشعل
الى طهران بالاضافة الى التقائة العديد من المسؤولين الايرانيين في دمشق
نقلت إيران من سياسة تقتصر في تفاعلاتها على علاقة إيران مع المجتمع
الدولي عبر الملف النووي الإيراني، وتحويل هذا الملف الواحد إلى عدد من
الملفات المتشابكة الساخنة في نطاق ممتد يجعل هناك تعدد للجبهات ، والتي
لكل منها أصداؤه الداخلية والإقليمية
وفي لبنان للسيطرة الإيرانية على حزب الله جنوب لبنان والدعم المادي
والمعنوي لها، عامل مهم وأساسي لبدء توسيع قاعدتها السياسية وازدياد حجمه
وفرض نفوذه. لذلك أقدم حزب الله فرض هيمنته على الوضع السياسي اللبناني
والتحكم بموازين القوة فيه، كما أنها عززت قاعدتها الشعبية الكبيرة من
خلال تلك المساعدات ولذلك أصبحت لإيران يدا في الكثير من الأمور هنالك،
كما أصبحت هي المرجعية السياسية والعقائدية لأكثرية التيار الشيعي في
لبنان.
لكن وبعد الاتفاقيات الأخيرة وتشكيل الحكومة الجديدة وانتخاب رئيس جديد
للبنان في أيار الفين وثمانية وتحالف لبنان وعلاقاتها المتينة مع الغرب
وعملية السلام السورية الإسرائيلية سيضعف التدخل الإيراني إن لم ينتهي
بالكامل.
اعداد:
بسام رجوب