قطر، إسرائيل وحماس
عدد التقييمات 0 :
1
2
3
4
5
تعليمات
هذه الخدمة تمكنك من تقييم المقالات دون الحاجة للتعليق
وذلك وفقا للتدرج الاتي:
:مقبول
: متوسط
: جيد
:جيد جدا
:ممتاز
X
$(document).ready(function(){$("#star1_form :radio.star").rating({callback: function(value, link){if(confirm("ارسل تقييمك الآن ؟")){$.post("rate.php", { article: "opinions_4959", star: value },function(data){$("#rating_div").html(data)} );$("#stars").hide();$("#stars_loading").show();}else $.post("rate.php", { article: "opinions_4959", rate_data: "yes" },function(data) { $("#rating_div").html(data)} );}});});30/10/2006
|
قصة
اقرب الى العبث والتسلية تلك التي انتهت اليها قضية مشاركة اسرائيل في
مؤتمر الديمقراطية في العاصمة القطرية، الدوحة. فبعد احتجاج عدد من الدول
على المشاركة الاسرائيلية، جاء قرار وزيرة الخارجية الاسرائيلية بمقاطعة
المؤتمر احتجاجا على مشاركة اثنين من رموز حركة حماس من المجلس التشريعي
الفلسطيني في المؤتمر.
مضحك ان ترفض اسرائيل المشاركة، فتقاطع المؤتمر وترفض التطبيع مع العرب
وحماس، إذ ان الاصل ان يكون الموقف معكوسا؛ فإسرائيل هي التي ترفض التطبيع
وتقاطع، وترسل وفدا اقل مستوى لحضور المؤتمر!
استضافة قطر لهذا المؤتمر، ودعوة وزيرة الخارجية الاسرائيلية، كان
بالنسبة للبعض محاولة لقراءة السياسة القطرية، وتحليل العلاقة بين الطرفين
القطري والإسرائيلي، التي يأخذ طابعها الرسمي شكلا محدودا عبر مكتب
التمثيل التجاري، فيما طابعها غير الرسمي يجعلها من اقوى العلاقات
العربية-الاسرائيلية؛ لأنها علاقة لا تحكمها السياسة بمفهومها المهني، بل
لها ابعاد عديدة. فمصر، مثلا، وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل منذ حوالي
ثلاثين عاما، لكن لأن مصر ذات مسار عريق، فإن علاقتها مع اسرائيل لم تصل
الى ما وصلت اليه العلاقة القطرية-الاسرائيلية؛ فالرئيس المصري الذي تولى
الحكم منذ العام 1981 لم يزر اسرائيل بقدر ما يذهب رجالات قطر إلى هناك،
اجتماعيا وسياحيا وسياسيا!
ليس غريبا ان تبني قطر علاقة متميزة مع حركة حماس، وتقيم علاقات متميزة
مع إسرائيل، وأن تقدم مساعدات الى لبنان بينما الطائرات الاميركية
المنطلقة من القاعدة العسكرية الأميركية الكبرى في قطر هي التي تزود
اسرائيل بالأسلحة التي تضرب لبنان! وهي ذات القاعدة التي كانت الولايات
المتحدة تدير منها عدوانها على العراق. لكن مع ذلك يقوم اميرها بزيارة الى
لبنان وإلى الضاحية الجنوبية ببيروت باعتباره اول زعيم عربي يخرق الحصار
على لبنان!
المشكلة ليست في قطر، بل في من يتعامل معها على انها قاعدة للديمقراطية
والحريات العامة، ويصدقون حكايات مخططات اميركا وبريطانيا لقصف قناة
الجزيرة باعتبارها "عدوا" لأميركا! فالجزيرة ملك لدولة قطر وليست تنظيما
معارضا، وهي قناة نجحت مهنيا وقدمت الكثير، لكنها من الناحية السياسية
أداة من ادوات الحكم القطري، ومخططو السياسة القطرية عرفوا كيف يمارسون
خلطا للأوراق عبر ما ينقص الشعوب العربية، وهو الحرية والسقف الاعلامي.
لهذا، من الدوحة يقوم الشيخ الجليل يوسف القرضاوي بإدانة السياسة
الاميركية، بينما على بعد مسافة قصيرة من مسجده تربض اكبر قاعدة عسكرية
اميركية في المنطقة! ومن قطر كانت دعوات مساندة العراق، فيما كان ضباط جيش
الاحتلال الاميركي يظهرون في قاعدة السيلية القطرية في مؤتمرات صحافية
ليتحدثوا عن انتصارات جيوشهم وتقدمها لاحتلال العراق.
مضحك ما تحدث به احد الناطقين باسم حماس من غزة عندما سألته قناة
العربية عن مشاركة وزيرة خارجية اسرائيل في مؤتمر الديمقراطية، حين قال ان
من حق قطر، كدولة مستقلة، ان تفعل ما تريد، لكن على اسرائيل ان لا تشارك
في مؤتمر حول الديمقراطية لأنها دولة غاصبة! وهذا قبل ان تترفع وزيرة
خارجية اسرائيل عن المشاركة.
تفتح قطر فلل الحكومة لقادة حماس، ولإسرائيل ايضا! وهي تطالب عبر
قناتها بالديمقراطية في كل مكان، وتستضيف ندوات الديمقراطية، لكنها غير
معنية بها.
المشاركة الاردنية في مؤتمر الدوحة، من خلال امين عام وزارة او من هو
اكبر او اصغر، ليس لها ضرورة، فالديمقراطية لن تتسارع اذا ما شاركنا في
ندوة تشارك فيها اسرائيل التي لم تخرج بعد من عدوانها على لبنان, والامر
ليس اكثر من ندوة و"حكي" لا ضرورة ان ندفع مقابلهما ثمنا سياسيا!