قطر.. لماذا لا تكون العلاقة مع إسرائيل كاملة؟!
هناك دول عربية اختارت بقرارات تخصها وحدها أن تؤسس لعلاقات مع
إسرائيل ترفعها لمستوى تبادل السفراء، وتداول الزيارات، رغم ما صاحب ذلك
من رد فعل عربي، قاطع، ومقاوم، لكن النتيجة لم تتغير، وإذا ما أخذنا
بالرأي العام العربي، فهو رافض لهذا المبدأ، أياً كانت مبرراته، الطرف
الآخر، يرى العكس أن الحروب لم تجلب إلا الدمار، واحتلال الأرض، وأن
إسرائيل حقيقة لا تتغير عدوانيتها إلا بالسلام، ومع اختلاف هذه الآراء،
وخاصة من قال إنه حرر أرضه المحتلة بأدوات ووسائل أسهل، هو من أضاف إلى
تلك القناعات ما جعل الفلسطينيين، يحاورون ويزيلون الكثير من بنود
قوانينهم تجاه إسرائيل، ومع ذلك فحصاد السنين ظل بلا نتيجة إيجابية حتى
تنهي الصراع أو توقفه..
قطر استطاعت أن تدخل البوابة الإسرائيلية بأعذار من سبقوها، ومثلها
موريتانيا ودول أخرى تسعى إلى فتح الحدود للزائرين السياسيين الإسرائيليين
بسرية أو علنية، ومع أن الموضوع بكليته يعتبر عملاً سياسياً، لا فتحاً
كبيراً لإلغاء قناعات إسرائيل واستراتيجيتها، إلا أن الإجماع العربي حول
استراتيجية السلام، لم يعد القيمة المثالية عند الكثيرين، ولعل المشروع
العربي الذي لا يزال قائماً، ولم يتغير، فهو أيضاً معلق على جدية العمل من
إسرائيل، والأطراف العربية..
مؤتمر الديمقراطيات الذي ترعاه الأمم المتحدة، وتستضيفه قطر، يحتمل
الجدل، لأن تمثيل إسرائيل بوزيرة خارجيتها، صار مثار اعتراضات، كان
بالإمكان أن تتجنب قطر الإحراج لو تركت استضافته لدولة أخرى، لكن إذا كانت
ترى أن هذا جزء من حريتها الخاصة، فقد كان الأولى أن تضع علاقاتها مع
إسرائيل بما يماثل الدول العربية الأخرى، وهو أمر يعترض عليه البعض ويراه
آخرون موقفاً سليماً، ولعل المناورات في السياسة بين طرفي قوة غير
متعادلة، غالباً ما يجني الفوائد الأقوى، والأهم، وبين البلدين تفاوت كبير
بالأثر الذي تتركه سياستهما على كل المنطقة، وخارجها..
فإسرائيل تتحرك بقوة غير مسبوقة عسكرياً، واقتصادياً، وبدعم شامل من
أمريكا وأوروبا، ولديها هواجس، وافتراضات تضعها في حسابات المنتصر
والمساوم على أي قضية طرفها دولة عربية، فهي مثلاً تريد الاعتراف بدولة
فلسطينية، لكن بدون حماس الإرهابية، وتأمل بسلام مع لبنان بنزع سلاح حزب
الله، وتشترط على الدول العربية الأخرى التي لا تحدها بالأرض، أن تقيم
علاقات دبلوماسية كاملة بدون شروط مسبقة، وهذه الافتراضات تأتي من زعم
أنها الأقوى في المنطقة، وقطر، حسب تصريحات المسؤولين بالخارجية، أن
السكان والجغرافيا لم يعودا معيارين للقوة وترى أن إسرائيل النموذج الأهم،
أي مساحتها،وسكانها لا يعادلان جغرافية مدينة عربية كبرى ومع ذلك استطاعت
أن تبني ترسانتها العسكرية ونموها الاقتصادي، وهذا التمثيل فيه خطأ جائر،
لأنها قامت أصلاً على عقول ومعونات غربية كبيرة وهي أساس نموها، لكن قطر
التي لا يشكل المواطنون الأصليون نسبة العشرة بالمائة مع الوافدين،
لاتستطيع أن تسمي نفسها الخطوة المماثلة، أو الرائدة في هذه المنطقة.
العلاقات القطرية الإسرائيلية
1996: فتح مكتب تجاري إسرائيلي في قطر
1998: رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز يزور الدوحة لحضور المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا
2001: قبول طلاب إسرائيليين للدراسة في جامعة كورنيل الأمريكية للطب في قطر
مايو 2001: وزير خارجية قطر حمد بن جاسم بن جبر آل خليفة يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز في واشنطن.
نوفمبر 2001 : وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي روني ميلو يزور الدوحة لحضور اجتماعات منظمة التجارة العالمية في قطر.
أغسطس 2001: مصادر صحفية تقول إن وزير الخارجية القطري التقى في زيارة
سرية لإسرائيل رئيس الوزراء أرييل شارون ووزير الخارجية شمعون بيريز وذكرت
صحيفة إماراتية أن الوزير اصطحب في هذه الزيارة نجليه اللذين بقيا في
إسرائيل للقيام بجولة سياحية حيث شوهدا في حيفا برفقة رجل أعمال عربي وتحت
حراسة مشددة.
مايو 2002: وزير خارجية قطر يقترح على قمة بيروت استعداده للذهاب إلى
إسرائيل، والتوسط لدى رئيس الوزراء أرييل شارون لاصطحاب الرئيس الفلسطيني
الراحل ياسر عرفات إلى بيروت لحضور القمة العربية وضمان عودته إلى رام
الله، والقمة رفضت اقتراحه.
يوليو 2002: وزير الخارجية القطري يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز في باريس.
مايو 2003:التقى وزير الخارجية القطري (الذي قال إن قطر تبحث إبرام معاهدة
سلام مع إسرائيل إذا كان ذلك يخدم مصالحها) وزير الخارجية الإسرائيلي
سليفان شالوم في باريس.
أغسطس 2005 : قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن أمير قطر الشيخ حمد بن
خليفة آل ثاني تبرع بـ10 ملايين دولار لفريق كرة قدم من العرب الإسرائيليين
سبتمبر 2005م : وزير خارجية قطر يلتقي وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
جمال سلطان
الرئيس الأمريكي بوش عقد اجتماعا مع عدد من مستشاريه عقب
تنفيذ قرار وقف القتال في جنوب لبنان وخرج بعده مباشرة لكي يعلن للرأي
العام العالمي أن إسرائيل انتصرت في مواجهتها مع حزب الله الذي اعتبره بوش
أنه مني بالهزيمة ، .. حبذا لو أرسلنا بعض "المكاتيب" إلى الرئيس بوش لكي
نذكره بأنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وليس رئيس وزراء إسرائيل ،
لأنه يبدو أن الرجل اختلط عليه الأمر من هول الصدمة والاكتئاب .
في
السياق ذاته ظهر الرئيس السوري بشار الأسد فجأة أمام الميكروفونات ، وكان
قد اختفى تماما طوال أيام الحرب ، ولم يصدر عنه أي تصريحات ذات شأن ، ربما
تحسبا لتحولات المواجهة ، وبعد أن انتهت المواجهات خرج يتحدث باسم
"المقاومة" ويبدو أن الأمر اختلط هناك فعلا بين من هو رئيس الدولة في
سوريا ومن هو زعيم المقاومة في لبنان ، تصريحات الأسد العجيبة قال فيها ما
نصه : إن "المعركة الحقيقية ابتدأت الآن وعلينا أن نحول النصر العسكري إلى
نصر سياسي" وأضاف : إذا أراد أحد أن يلعب دورا لأسبابه الداخلية على حساب
قضايانا فهذا غير مقبول" وقال : "لم نقرر أن نعرض قضيتنا للبيع في السوق
الدولية أو أي سوق أخري" ، إلا أن أغرب عبارات خطاب الأسد المفاجئ قوله
حرفيا : "كلما حصل اضطراب يقولون لنا لماذا ورطتمونا؟... كل بلد مسؤول عن
نفسه. قد يكونون قالوا هذا للمقاومة إلا إننا لا نطلب من أحد أن يحارب
نيابة عنا ولا مكاننا" انتهى النقل عن الخطاب ، والحقيقة أني مندهش من
كلام الرئيس السوري : هو مين اللي حارب بالضبط ؟!
بيان مجلس
الوزراء السعودي الذي ندد بالأوصاف البذيئة التي تتهم المسلمين بالفاشية
ورفض ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي ، هذا البيان جاء صفعة على وجوه
كثيرة في الإعلام الخليجي "المتأمرك" ، وأعتقد أنه "أخرس" ألسنة المرتزقة
التي كانت تستعد لخوض جولة جديدة من الدفاع عن بذاءات بوش .
"يجب
أن تكون لدينا علاقة طبيعية مع إسرائيل، ويجب أن نتبادل السفراء معها، ...
الولايات المتحدة تحت ضغط من دول عربية أخرى لا تشعر بارتياح لسياستنا
الهادفة إلى إقامة ديمقراطية وتعزيز العلاقة مع كل من الولايات المتحدة
وإسرائيل. حكومتكم لديها ذاكرة قصيرة "
نص حرفي من حوار الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري لصحيفة الواشنطن بوست
الدوحة :
قالت مصادر مطلعة إن شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء
الاسرائيلي وصل امس الاثنين الى قطر في أول زيارة للدولة الخليجية منذ عقد
من الزمان.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين قطريين غير أن
مصادر مطلعة على الزيارة قالت ان بيريز سيشارك في منتدى مناظرات الدوحة
الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وقالت شارون كارفيكي المتحدثة باسم بيريز "الزيارة تتعلق
بشكل أكبر بالعلاقات العامة بين اسرائيل وقطر. من غير المقرر أن يشارك
(بيريس) في محادثات رسمية بخصوص شؤون دبلوماسية أو أمنية.
"واضافت أن بيريز سيتحدث اليوم الثلاثاء أمام مسؤولين من وزارة الخارجية القطرية وسيزور مكاتب قناة الجزيرة الفضائية بالدوحة.
وكان بيريس آخر مسؤول اسرائيلي يزور الدوحة وذلك في عام
1996 عندما افتتح مكتبا تجاريا في قطر الحليفة للولايات المتحدة. ولا توجد
علاقات دبلوماسية رسمية بين اسرائيل وقطر.
وأعربت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في اكتوبر
تشرين الاول عن أملها في زيارة قطر لحضور مؤتمر للامم المتحدة حول
الديمقراطية غير أن تلك المحاولة باءت بالفشل وسط تقارير اعلامية عن أن
بعض البلدان العربية هددت بمقاطعة الحدث ردا على ذلك.
وتحاول اسرائيل استمالة ما تعتبرها بلدانا عربية معتدلة
كحلفاء محتملين ضد البرنامج النووي الايراني وفي مواجهة النشطاء
الاسلاميين الفلسطينيين.
وأنهت قطر وعدة بلدان عربية حظرا اقتصاديا على اسرائيل
بعدما وقعت اتفاقات السلام المؤقتة مع الفلسطينيين في عام 1993 غير أن
العلاقات تدهورت بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000.ومصر
والاردن هما الجارتان العربيتان اللتان تقيمان علاقات كاملة مع اسرائيل.
تعليقاتكم: العلاقات القطرية الإسرائيلية
أخبار أخرى
هل ارتداء النقاب "استعباد للمرأة"؟
رحيل "ملك البوب" مايكل جاكسون
حق المرأة في منح جنسيتها لاطفالها
getRssUrlStory('/rss/arabic/talking_point/rss.xml') | ما هي خدمة RSS؟
توقف نشر المشاركات في هذا الحوار. الموضوعات المتاحة للمناقشة حاليا موجودة في صفحة شارك برأيك.
قررت قطر التبرع بستة ملايين دولار لبناء مجمع رياضي في بلدة سخنين ذات الأغلبية العربية في إسرائيل.
ويعتبر نادي سخنين الرياضي النادي العربي الوحيد في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في إسرائيل وقد فاز بالكأس في العام الماضي.
ورحب النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي
بهذه المنحة وأضاف أن عرب إسرائيل عانوا من إهمال الدول العربية لأكثر من
نصف قرن.
يذكر أن عددا من الوزراء القطريين أجروا محادثات مع
نظرائهم الإسرائيليين مؤخرا، كما دعمت إسرائيل مسعى قطر الحصول على مقعد
غير دائم في مجلس الأمن.
ما هو رأيك؟ هل تعتقد أن مثل هذا التحرك من شأنه تحسين أوضاع عرب إسرائيل؟