"إيران
مستعدة لوضع خبراتها في مجال الطاقة النووية تحت تصرف الجزائر" بهذه
الكلمة -التي قالها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وهو يستقبل وزير الطاقة
والمناجم الجزائري شكيب خليل المبعوث الخاص للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في
نوفمبر/تشرين الثاني 2006- تتضح مكانة العلاقات الإيرانية الجزائرية
المتميزة.
علاقات مميزة
وكانت للجزائر
في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين علاقات وطيدة مع إيران في عهد الشاه.
فقد رعت الجزائر توقيع الشاه محمد رضا بهلوي ونائب الرئيس العراقي حينذاك
صدام حسين على الاتفاق الشهير بين إيران والعراق سنة 1975 والمشهور
باتفاقية الجزائر والتي وضعت حدا للخلاف الحدودي بين البلدين.
ولم
يكن مستغربا بالنسبة للجزائر -التي نجحت في فض الخلاف الحدودي الإيراني
العراقي- أن ترفض سنة 1978 طلب أية الله روح الله الموسوي الخميني الإقامة
فيها بعد إبعاده من النجف في العراق فتوجه إلى نوفل لوشاتو بضاحية باريس.
غير
أن قيام الثورة الإسلامية الإيرانية سنة 1979 لقي ترحيبا من طرف الجزائر
ذات الإرث الثوري. وقد زار الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد إيران
سنة 1982.
وبعد قطع العلاقات الدبلوماسية الإيرانية الأميركية سنة 1980 كانت الجزائر راعية المصالح الإيرانية في واشنطن.
كما
تمكنت الدبلوماسية الجزائرية في 20 يناير/كانون الثاني من التوصل إلى
اتفاق مع إيران أفرجت فيه الأخيرة عن رهائن في السفارة الأميركية بطهران.
كما لقي
وزير الخارجية الجزائري محمد الصديق بن يحيى حتفه إثر تحطم طائرته على
الحدود التركية العراقية في مايو/أيار 1982 خلال وساطته بين إيران والعراق.
فترة توتر
واتهمت
الحكومة الجزائرية في عهد رئيس الوزارء الجزائري الأسبق رضا مالك إيران
بدعمها السياسي والإعلامي للجبهة الإسلامية للإنقاذ، وانتهى الأمر إلى قطع
الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في مارس/آذار 1993 واتهام طهران
بالتدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية. كما تراجعت الجزائر عن رعاية
المصالح الإيرانية في أميركا.
الجزائر وإيران اليوم
"
ترسخت العلاقة بين الجزائر
وإيران في عهد الرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة. فقد أعيدت
العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في سبتمبر/أيلول 2000 وتم تبادل السفراء
في أكتوبر/تشرين الأول 2001
"ظهرت
بوادر التصالح بين إيران والجزائر منذ عهدي الرئيسين الجزائريين الأسبقين
علي كافي والأمين زروال. وقد تكرس هذا التوجه مع الرئيس الجزائري عبد
العزيز بوتفليقة. فقد أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في
سبتمبر/أيلول 2000 وتم تبادل السفراء في أكتوبر/تشرين الأول 2001.
وزار
الرئيس بوتفليقة إيران في أكتوبر/تشرين الأول 2003 كما زار الرئيس
الإيراني السابق محمد خاتمي الجزائر في أكتوبر/تشرين الأول 2004 وكان بذلك
أول رئيس إيراني يزور الجزائر منذ الثورة سنة 1979. وقد أعلنت إيران عن
دعمها سياسة بوتفليقة الساعية إلى المصالحة الوطنية.
وقد تكثفت الاتصالات واتسع التعاون بين البلدين منذ تبادل الزيارات بين الرئيسين بوتفليقة وخاتمي. فقد زار وزير الشؤون الخارجية منوشهر متكى الجزائر في أغسطس/آب 2006. كما زارها مسؤول الملف النووي الإيراني علي لارجاني في يونيو/حزيران 2006. وقد تبادل البلدان العديد من الوفود السياسية والثقافية والمالية. وقد أقامت إيران أول معرض تجاري للصناعة الإيرانية في الجزائر في مايو/أيار 2006.
وقد
أنشأ البلدان لجنة اقتصادية مشتركة عقدت أول اجتماع لها في يناير/كانون
الثاني 2003 في الجزائر. وانبثق عن هذه اللجنة التي يغطي اهتمامها الكثير
من المجالات توقيع عشرين مذكرة تفاهم بين البلدين. تشمل العديد من
المجالات من أبرزها: الصحة
الحيوانية والمالية والتعليم العالي والصناعات الصغيرة والتعاون القضائي
وتطوير النشاط الاقتصادى بالمناطق الصناعية والاستثمار المشترك فى قطاع
البتروكيمياويات.
وتعكس العلاقات الإيرانية الجزائرية في الوقت الراهن تطابق وجهتي نظرهيما بشأن قضايا رئيسية كالقضية الفلسطينية وما يحدث في العراق.
وعلاقات
البلدين مؤهلة لأن تعرف المزيد من التنسيق والتقارب خصوصا أن بوتفليقة
أكد أكثر من مرة على حق حكومات الجنوب في امتلاك التكنولوجيا النووية
لأغراض سلمية، مما يعني ضمنا الوقوف إلى جانب إيران في موضوع ملفها
النووي.
__________